"مرعي البريمو" ..هل يصبح القشة التي تكسر الجيل الـ"هنيدي"  ؟

مرعي البريمو
مرعي البريمو

وجود محمد هنيدي بفيلم جديد هذا الموسم السينمائي قد يعد بارقة أمل في قدرة جيله من الكوميديانات، على الصمود في وجه التيار الجارف من الجيل الجديد وعدم الانسياق وراء عناوين تؤكد انتهاء عصرهم، إلا أنه أيضا ربما يساهم في انكسارهم إلى الأبد إذا أخفقت قدرته التنافسية، فكما كان هنيدي نقطة انطلاق لجيله من نجوم الكوميديا وهم علاء ولي الدين وهاني رمزي وأحمد حلمي ومحمد سعد، قد يكون سببا في عزوفهم عن المغامرة.  

التاريخ يؤكد أن تربع فنان على عرش الكوميديا لا يخضع للصدف وحدها بل للكثير من الذكاء، وأن النمطية أقصر الطرق إلى الفشل، ونجاح هنيدي في شخصية الصعيدي في أكثر من عمل سابق لا يعني بالضرورة نجاحها في فيلمه الجديد "مرعي البريمو"، وهو ما تخلص منه محمد سعد حينما قرر تقديم الشخصية الجادة في أفلامه الأخيرة بعد حصره لسنوات في شخصية وحيدة هي "اللمبي" وما هو على شاكلتها، إلا أنه لم يقدم نفسه مجددا ككوميديان رغم قدراته التمثيلية التي لا يختلف عليها إثنان.  

أحمد حلمي كان من الذكاء أن يتنوع بين الجدية والهزلية الساخرة والكوميديا الخفيفة فحافظ على مكانه حتى الآن رغم خذلانه أمام إيرادات شباك التذاكر أحيانا، أما هاني رمزي فكان الأقصر نفسا رغم تميزه في عدد من الأعمال السينمائية منها "جواز بقرار جمهوري" و"عايز حقي"، فنوع الكوميديا التي قدم بها أغلب أفلامه حصرته في مساحة ضيقة بين أقرانه.  

صنع محمد هنيدي نجوميته بعد عناء طويل يتماس مع نجوم جيله وقاوم لحظات الضعف بأعمال جديدة، فلم ينقطع عن جمهوره لسنوات كغيره، وواكب التطورات التكنولوجية في التفاعل مع الناس عبر فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي، سواءا بأراءه حول الأحداث اليومية أو مقتطفات من أعماله لإضفاء البهجة على متابعيه.  

وشهدت بدايات هنيدي اقترانا بالراحل علاء ولي الدين مسرحيا ثم سينمائيا، فقد تصادف أن جسدا شخصية العسكري في ذات الوقت في عملين مختلفين، حينما انضم هنيدى لمسرح سيد زيان وشارك بشخصية عسكرى فى مسرحية "أبو زيد" وعلاء ولى الدين قدم أيضا شخصية عسكرى فى مسرحية "مطلوب للتجنيد"، وبعد مشاركات سينمائية بأدوار قصيرة لكليهما أصبحا ضمن مجموعة واحدة مع آحمد آدم وأشرف عبدالباقى وإن كان آدم وأشرف قد سبقاهما بالتأكيد، لكن هو وعلاء أصبحا من أهم ثنائيات تلك الفترة.  

قدم هنيدي مع الزعيم عادل إمام عددا من المشاهد الصغيرة في بعض الأفلام منها "الإرهابي" مع المخرج شريف عرفة ، ثم "بخيت وعديلة" بجزأيه مع الكاتب لينين الرملى، جاءت فكرته من مشهد فى مسرحية الهمجى حذف لأسباب فنية، فقرر الرملى أن يكبر هذا المشهد ويحوله إلى فيلم كامل بطولة عادل إمام وشيرين، ويقدم هنيدى فى هذا العمل دور سائق تاكسى قاده الحظ لمصاحبة بطلي الفيلم وتعرض بسببهما لأزمات.  

شهد عام 1997ظهور  فيلم "إسماعيلية رايح جاى" الذي لم يكتمل تصوير أسبوعه الأخير لأزمات إنتاجية، تدخل الموزع محمد حسن رمزى في التمويل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وحينما عرض الفيلم قوبل باحتفاء رهيب ونجاح كاسح ، فهو الفيلم الذى تفوق على فيلم "المصير" ليوسف شاهين فى الإيرادات، وتنتشر أغنية "كامننا" لمحمد فؤاد دون أن يفهم معناها، ويصبح هنيدي النجم ذاحب الإيرادات الأعلى لسنوات.  

فى الوقت نفسه عرضت حلقات مسلسل "وأنت عامل إيه" فى رمضان 1997، وحققت نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا، وقدم مسرحية "ألابندا"، واكتسحت الموسم المسرحى فى العام نفسه، والتقط المنتج محمد العدل هنيدى، واستعدوا لتحضيره كنجم وذلك فى تجربة جديدة عنوانها "صعيدى فى الجامعة الأمريكية"، وهي شخصية سبق أن قدمها هنيدي على مسرح الجامعة.  

مع بدايات 1998، عرض الزعيم عادل إمام على محمد هنيدى دورًا ثانيًا فى فيلم «رسالة إلى الوالى» بصحبة رفيق رحلته علاء ولى الدين، وافق علاء، واعتذر هنيدى لصغر حجم الدور، ازدادت الحساسيات بين الزعيم وهنيدى، خاصة مع انتشار عبارات تتضمن في مجملها أن زمن عادل إمام انتهى وأننا نعيش عصرًا كوميديًّا جديدًا زعيمه محمد هنيدى.  

عُرض "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" وقدم هنيدى معه عددًا كبيرًا من النجوم الشباب أبرزهم السقا وهانى رمزى ومنى زكى وطارق لطفى وفتحى عبد الوهاب، وحقق الفيلم 27 مليون جنيه فى شباك التذاكر، وأصبح هنيدى النجم الأول فى مصر، واقتنع المنتجون والموزعون بأننا نعيش عصر الشباب، وأن الجمهور مقبل على أفلام الشباب، فتم تصعيد علاء ولى الدين ليكون بطلًا وقدم "عبود على الحدود"، ومع نجاح "همام فى أمستردام" حصل أحمد السقا على بطولة فيلم "شورت وفانلة وكاب"، وهانى رمزى نجما لفيلم "صعيدى رايح جاى"، في ذات الوقت بدأ ظهور كريم عبد العزيز ومحمد سعد وأحمد حلمي كنجوم لأعمال سينمائية .  

علاء وهنيدى أصبحا متنافسين فى ذلك الوقت، ففى عام 2000، يقدم هنيدى "بلية ودماغه العالية" ويقدم علاء ولى الدين "الناظر"، يحقق "الناظر" 20 مليون جنيه إيرادات، ويحل هنيدى ثانيًا لأول مرة بعد نجاح تجربتى "صعيدى وهمام"، أما فيلم "جاءنا البيان التالى" فقد أعاد هنيدى بقوة فى شباك التذاكر فى موسم 2001، بينما قدم علاء ولى الدين "ابن عز".  

عام 2002، يقدم هنيدى مع أشرف عبد الباقى فيلم "صاحب صاحبه"، إلا أن "اللمبى" اكتسح إيرادات الموسم، ثم فيلم "مافيا" لأحمد السقا والذي حقق نجاحا كبيرا، وبعدها قدم هنيدي "عسكر في المعسكر" في ذات الوقت الذي فقد فيه رفيق رحلته علاء ولي الدين، يصعق هنيدى، ويصعق جيله بأكمله، فعلاء صديقهم ورفيق عمرهم، والذى كان يجمعهم دائمًا فى شقته، توفى فجأة دون سابق إنذار، يتجمع الجيل بأكمله أمام مقبرته وفى عزائه، ويعزى الجميع هنيدى الذى كان ثابتًا كعادته فى لحظات رحيل ووفاة المقربين منه.  

وظل التنافس بين نجوم الجيل لأعوام متتالية لم يتوانى أي منهم عن التواجد مهما كانت أحكام الإيرادات، حتى قرر هنيدي أن يتعاون مع الكاتب يوسف معاطي في فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" الذي كان اسمه مدعاة للضحك، وحقق نجاحا كبيرا عند عرضه أعاد هنيدى لصدارة شباك التذاكر مرة أخرى، ومع عرض الفيلم فى إحدى القنوات الحصرية لعرض الأفلام، يحقق نجاحًا أكبر وأضخم.  

فى عام 2010، يقدم هنيدى مع نفس فريق العمل، ولكن مع المنتجة إسعاد يونس فيلم "أمير البحار"، ويعرض الفيلم فى موسم عيد الأضحى ويحقق إيرادات ضخمة جدًّا، ويعود هنيدى نجمًا أول للشباك كما بدأ.  

وفي 2011 يقدم هنيدى مع "يوسف معاطى" و"سامح عبد العزيز" مسلسل "رمضان مبروك أبو العلمين" فى رمضان 2011، ثم فيلم "تيتة رهيبة"، ويحقق الفيلم نجاحًا مهمًّا عند طرحه فى دور العرض، بعدها يقدم هنيدى مع الكاتب عمر طاهر فيلم "يوم ملوش لازمة"، ويحقق نجاحًا فى دور العرض، ونجاحًا أكبر عند طرحه على المنصات المختلفة، ويقدم عام 2017 فيلم "عنتر ابن ابن ابن شداد"، وعام 2018 يعود للدراما بمسلسل "أرض النفاق"، وفي العام الماضي قدم هنيدي فيلم "نبيل الجميل أخصائي تجميل" مع نور، ومحمد سلام، ومحمد ثروت، ومحمود حافظ، ورحمة أحمد فرج، للكاتب أيمن جمال وإخراج خالد مرعي.  

 

ترشيحاتنا